التغيير.. عاصفة ذهنية تجتاح المألوف السلبي
مضى وقت طويل وما زالت تشعر رقية أنها تقف في ذات المكان الذي توقفت فيه قبل ثلاث سنوات حينما مرت بمحنة أجبرتها على ترك تعليمها الجامعي والالتحاق بمهنة بسيطة في إحدى الشركات بمرتب محدود، في تلك الفترة كانت تشعر أن شيئاً كبيراً بداخلها تغير وأنها لم تعد تتطلع لشيء أكثر من تأمين لقمة العيش لأسرتها، لكن المشكلة الحقيقية في حياة رقية لم تكن في تلك المحنة التي مرت بها وهي الطالبة المتفوقة في تعليمها، إنما كانت حينما بدأت تشعر أنها لم تعد تصلح للأحلام وأن الآمال بدأت تتحجم وتنكمش بداخلها فلم يعد هناك شيء له قيمة في حياتها، وحتى السنوات الثلاث التي مضت لم تستطع أن تجرف معها شعورها بالبؤس والألم الذي لازمها، حتى تجمدت التطلعات بقلبها وأصبحت لا تعيش من الحياة سوى الفراغ الموجود في نصف الكأس. لم تتنبه رقية أنها بحاجة لأن تتغير وتعود من حيث أخذتها المحنة، فالسنوات الماضية أهدرت عليها الكثير من الوقت ويجب أن تحزم أمرها وأن تفكر بشكل جاد في تغيير يعيد لها أحلامها التي فقدتها في عتمة النفق الطويل الذي خسرت فيه أجمل ما حلمت به في حياتها، وكما يجب على رقية أن تفعل ذلك، يتوجب على المرء أن يقف قليلاً ليت