حـراج البضائع المسروقة..!

تغيرت ملامحها نحو الأفضل، وتبدلت بثياب التطوير المستمر في ظل إنفاق حكومي سخي يهدف إلى تنمية المكان وتطوير الإنسان، لكن ثمة أمكنة لم تبرح مكانها، ولم تواكب وثبات تطوير المدينة المقدسة المتسارعة في قطاعات متعددة، ونعني هما "سوق المعيصم" أو ما يعرف عند سكان أم القرى "حراج المعيصم"، ربما لن نتجاوز إطار الحقيقة إذا قلنا أن جل أسواق مكة المكرمة واكبت المتغيرات الجديدة، ولبت تطلعات التطوير ومستجدات عالم التسوق الحديث، إلاّ سوق الخردوات والأثاث المستعمل ذائع الصيت، ليبرز أكثر من سؤال: ما سر الفوضى التي تضرب بأطنابها في السوق، الذي يعد مقصد المستثمرين في مواسم الحج والعمرة.. ألا توجد حلول تنظيمية وهندسية تحقق الأبعاد الأمنية والبيئية والصحية والبلدية والتنظيمية في واحد من أشهر أسواق أدوات المطابخ والأفران والمطاعم والأثاث المنزلي المستعمل؟، هل ثمة تجارب دولية ناجحة يمكن استنساخها حتى يواكب السوق وثبات مكة المكرمة في تنمية المكان وتطوير الإنسان؟

اختلالات السوق التنظيمية أسهل من أن يحصرها متردد بسيط حيث اختلاط الحابل بالنابل على حد تعبير أكثر من متعامل استنطقتهم "الرياض" بسبب تجاهل السوق لتصنيف الأنشطة التجارية من خلال حصر كل محلات ذات نشاط واحد في مربع خاص، فضلاً عن تحول ساحة المزادات لمواقع للعرض والبيع، لكن المشهد الذي استفز الكثيرين ممن التقيناهم ظاهرة تلقي الركبان وبيع ما تحمله سيارات النقل على قارعة الطريق في مزادات تضيق حركة السير العام على المدخل الرئيسي للسوق.تشويه البيئة:

على قارعة الطرق الداخلية والخارجية للسوق الذي يئن بالفوضى أضحى رمي وترك البضائع المجهولة والتي أصبحت تلالاً من النفايات مشهداً واضحاً يميز السوق، أطنان هائلة من بقايا الملابس والفرش والأثاث المنزلي والمكتبي رصدتها "الرياض" في صورة تشوه بيئة منطقة العسيلة البكر.

وقال طارق ريمي -متردد على السوق-: إن جل هذه البضائع لأصحاب المحلات والباعة غير الرسميين ممن يعمدون إلى ترك بضائعهم التي أفسدتها موجات الأتربة وأشعة الشمس وأصبحت عبارة عن ركام من النفايات مما لا يحسن بيعه.

سوق المعيصم.. الاختلالات التنظيمية و «تلقي الركبان» تضرب أطناب الفوضى

زحام مروري

وتعد مشكلة "التلبك" المروري واحدة من المشكلات المزمنة في السوق والتي تبحث عن هندسة مرورية فيما تبلغ المعاناة الذروة في يومي الجمعة والسبت حيث يشهد السوق زحاماً شديداً للمركبات والمارة.

وأوضح عواد معوض- من أقدم المستثمرين في السوق - أنه أصبح كثير من أصحاب المحلات يحرصون على الذهاب لمحلات من قبل صلاة العصر خوفاً من الوقوع في شراك زحام السيارات الهائلة التي تفيض بالسوق حيث الوقوف العشوائي والتقاطعات المتكررة. وفي سوق رائج يعتبر من أكبر أسواق الأثاث المستعمل لارتباطه بمواسم الحج والعمرة أضحى التداخل بين الأنشطة سمة واضحة تزيد من معاناة المترددين.

ورأى فؤاد قمرة - متعامل - أن الحاجة أصبحت ملحة إلى تسريع نقل السوق إلى فضاء أرحب يواكب تنامي الطلب على الأثاث المستعمل مع مراعاة تخصيص مجمعات لكل نشاط بعيداً عن التداخل الحالي بحيث تكون مجمعات خاصة للأنشطة الأكثر إقبالاً مثل التكييف والتبريد وثانية للأجهزة الكهربائية وثالثة للمواد الغذائية ورابعة للملابس.

وقال ظافر العمري -شيخ طائفة دلالي حراج مكة المكرمة-: إن عدد المحلات التجارية يصل إلى (500) محل تجاري في حين أن التستر التجاري يهيمن على السوق بنسبة ما بين (80- 90%)، مبيناً أنه من خلال تجربته وجد رعاة وسائقين يمارسون أعمال المتاجرة في السوق، منبهاً إلى أن فوضى السوق وضعف الرقابة البلدية والأمنية تسبب في ظهور مزادات على بضائع مجهولة ومسروقة، مطالباً بشراكة أمنية وبلدية لتحقيق الانضباطية التجارية في السوق.

image 0

طرق السوق أصبحت مكاناً لعرض البضائع

image 0

فوضى السوق تنتظر التنظيم والرقابة والتطوير



from تحقيقات وتقارير http://ift.tt/2kNRm6I
via IFTTT

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هاشم النعمي.. المؤرخ والقاضي والأديب

بعد اقتحامها الكونجرس.."FBI" يحقق في نية امرأة بيع كمبيوتر بيلوسي لروسيا

محمد بن لادن.. مقاول توسعة الحرمين