د. الربيعة لـ«الرياض»: مركز الملك سلمان يؤهل أطفالاً جندهم الانقلابيون


في خطوة هي الأولى من نوعها، يستعد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بالتعاون مع قوات التحالف العربي لتأهيل 80 طفلاً يمنياً انتشلتهم قوات التحالف من أحضان الانقلابيين والإرهاب، ممن جندهم الحوثي والمخلوع لصالح الانقلابيين وشاركوا في الحرب اليمنية.

كشف هذا لـ»الرياض» د. عبدالله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والمستشار في الديوان الملكي. وقال: الكل يعلم بأن المليشيات استخدمت الأطفال عسكرياً، وأصبح لديهم مشاكل نفسية وتحديات اجتماعية، ونحن الآن على أبواب التوقيع لبرنامج تأهيل هؤلاء الأطفال نفسياً واجتماعياً وتعليمياً.

كما أن المركز في طور تأهيل أكثر من ٥٠٠ معلم يمني، لتعليمهم على البرامج الرقمية للوصول لأطفال اليمن.

وتطرق د. الربيعة في حوار خص به «الرياض» تزامناً مع مرور « عامين على التحالف في اليمن» ضمن سلسلة الحلقات التي أعدتها «الرياض» بأن المركز خصص 70% من جهوده لصالح الأزمة اليمنية، وقدم ١٢٠ برنامجاً في اليمن، بالتعاون مع أكثر من ٨٠ شريكاً بكلفة تجاوزت ٥٨١ مليون دولار.

وأشار إلى أن مركز سلمان الإغاثي دعم ستة مستشفيات خاصة في اليمن بتمويل كلي من قبل المركز، إلى جانب دعمه لبرامج الأعمال الإنسانية في ثمان محافظات لرعاية الأطفال الرضع والصغار والأمهات في التغذية.

وأبان د. الربيعة أن نسبة الإشغال في مستشفيات الحد الجنوبي من قبل الجرحى اليمنيين بلغت 50%، وتم تشييد مركزين صحيين خاصين باللاجئين اليمنيين في جيبوتي في منطقة أوبخ.

وأكد أن المملكة لا تعامل اليمنيين في المملكة كلاجئين، بل تهتم بهم كزوار، كما أن المملكة تحتضن اليوم نصف مليون زائر يمني، والمركز اهتم أولا بالمواطن اليمني داخل بلاده، ومن ثم بمن هم في المملكة، ومن ثم من هم في دول الجوار كجيبوتي.

وأضاف د. الربيعة: تبنى مركز سلمان الإغاثي برامج لتقديم المياه الصحية وتوفير الماء السليم في ١٥ محافظة يمنية وقعت منذ أيام.

ولفت إلى الجهد المبذول من قبل قوات التحالف التي أمطرت طائراتها غذاءً ودواءً في المناطق المحاصرة ونجحت في فك الحصار.

وحول سرقة المساعدات الإغاثية، أفاد د. الربيعة أنهم اتخذوا ثلاث قنوات رقابية حتى تصل لمستحقيها وذلك من خلال موظفي فرع المركز في عدن، والرقابة الدولية إلى جانب رقابة الشريك الإستراتيجي المتخصص في الرقابة الميدانية.

وطمأن الجميع بأن أكثر من 90% من المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية تصل لمستحقيها في اليمن، وقد نجحوا في إيصال أكثر من٣٠٠ ألف سلة غذائية في صنعاء، وإيصال أدوية وأجهزة طبية لمستشفيات صنعاء، مؤكداً أن المركز حريص جداً على كل محافظات ومناطق اليمن دون استثناء.

وفيما يلي نص الحوار:الجهود المبذولة

  • ماهي أبرز الجهود الإغاثية التي قدمتموها في مركز الملك سلمان الإغاثي لليمن في عامين؟

  • المركز نشأ مع الأزمة اليمنية، وأعطى اليمن أولوية كبرى للعمل الإنساني، إلى حد أن ٧٠٪ من جهود المركز وجهناها لليمن، كما أن المركز قدم ١٢٠ برنامجاً في اليمن. بالتعاون مع أكثر من ٨٠ شريكاً في اليمن بكلفة تجاوزت ٥٨١ مليون دولار.

  • قدمتم العديد من البرامج كالأمن الغذائي، والبرامج الصحية والمساعدات الإنسانية.. حدثنا عنها بشيء من التفصيل؟

  • إذا ما تطرقنا للجهود بالتفصيل نجد أنه أخذ الأمن الغذائي والإيواء الحصة الكبرى، تماشياً مع الاحتياج الإنساني حسب تصريحات الأمم المتحدة، يأتي بعدها الاهتمام بالبرامج الصحية التي أخذت المرتبة الثانية.

كما أن المركز قدم برامج كثيرة جداً إما بشراكة مع منظمات الأمم المتحدة مثل منظمة الصحة العالمية أو منظمة اليونيسف، أو مباشرة من خلال مؤسسات المجتمع اليمني المدنية أو بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان اليمنية.

إلى جانب العديد من البرامج في القطاع الصحي شملت دعم المستشفيات الكبيرة في اليمن، فالكل يعلم أن المستشفيات الكبيرة في عدن وتعز وصنعاء وحجة دعمت مباشرة من قبل المركز ولا زالت تدعم من المركز، وكذلك تقديم الدواء والعلاجات الخاصة بالأمراض المستعصية في اليمن قدمت من المركز. كذلك دعمنا ستة مستشفيات خاصة في اليمن تمول بالكامل من قبل مركز الملك سلمان الإغاثي.

المرأة والطفل من أولى الاهتمامات

ّ* هل هناك برامج خاصة ينفذها المركز للمرأة والطفل؟

  • اهتم المركز بالأم والطفل، فالمركز أولى برامج الأطفال الصحية والأمهات عناية خاصة، فركز على العناية الصحية للطفل وللسيدات الحوامل والمرضعات، وقدم لهم برامج مكثفة، كاللقاح للأطفال، فتبنى المركز جميع التطعيمات الخاصة للأطفال في اليمن من خلال منظمة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية التي دعمت بالكامل من المركز، وقدم العديد من البرامج في رعاية الأمومة والطفولة في الكثير من المحافظات.

كما اهتم بالغذاء الخاص بالأطفال، فالكل يتحدث عن التحديات التي تواجه الأطفال من ناحية التغذية.

هذا ودعم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية برامج في ثمان محافظات لرعاية الأطفال الرضع والصغار والأمهات في التغذية، كما ركز على علاج المرضى والجرحى.

إلى جانب هذا كثير من المرضى والجرحى اليمنيين يتعالجون في مستشفيات الحد الجنوبي، حتى بلغت نسبة الإشغال في هذه المستشفيات ٥٠٪ من قبل الأشقاء في اليمن، كذلك المركز اهتم في ملف علاج الجرحى، ونقلهم إلى مستشفيات الأردن والسودان، ومستشفيات المملكة، كما قدم لهم الرعاية الصحية المناسبة بهدف تخفيف معاناة الشعب اليمني.

المملكة لا تتعامل مع لاجئين بل زوار

  • وماذا عن اللاجئين؟

  • ملف اللاجئين من أهم الملفات الذي كثيراً ما ينسى أمام المنظمات الدولية، فهناك من يتهم المملكة بأنها لا تهتم باللاجئين بينما الواقع يؤكد أن المملكة من أكثر الدول التي اهتمت باللاجئين.

فيوجد لدينا قرابة ٥٠٠ ألف زائر يمني، لا تطلق المملكة عليهم اسم لاجئين بل زوار، وذلك تقديراً لهم ولمكانتهم.

كما أتاحت لهم فرص العمل والدراسة والسكن والعلاج في مستشفيات وزارة الصحة، وسهلت لهم إجراءات الإقامة في المملكة، إلى جانب ذلك رعى المركز اللاجئين اليمنيين في جيبوتي والصومال.

هذا ويعد المركز من المنظمات الأولى التي تهتم باللاجئين في جيبوتي، وقد تم تشييد مركزين صحيين خاصين باللاجئين اليمنيين في جيبوتي في منطقة أوبخ، كما أن المركز كذلك يعمل على بناء وحدات سكنية مختصة للاجئين اليمنيين في أوبخ وليس مخيمات، إلى جانب تقديم الغذاء لهم بشكل دوري حتى هذه الساعة.

  • هل تقصد بأن اهتمامكم تجاوز المواطن اليمني داخل المملكة حتى الدول الأخرى التي يتواجد بها؟

  • نعم.. المركز اهتم أولا بالمواطن اليمني داخل بلاده، ومن ثم بضيوفنا في المملكة، ومن ثم انتقلنا إلى الذين لجؤوا إلى دول الجوار في جيبوتي والصومال وقدمنا لهم الأمن الغذائي والرعاية الصحية والإيواء.

برامج للإصحاح البيئي

  • نعلم بأن داخل اليمن أصبح بيئة حاضنة للأمراض، فكيف تتعاملون معها؟

  • برامج مهمة جداً قدمها المركز تعنى بالإصحاح البيئي، فالكل يعلم للأسف أن البيئة اليمنية أصبحت حاضنة للأمراض، والمركز تبنى العديد من برامج الإصحاح البيئي، وكذلك برامج المياه التي أصبحت تحديا كبيرا في اليمن، كما تبنى مركز سلمان الإغاثي برامج لتقديم المياه الصحية وتوفير الماء السليم في ١٥ محافظة يمنية وقعت منذ أيام.

كل هذه البرامج التي قدمت للشعب اليمني بلا منة، وباهتمام كبير جداً من المملكة لإخوانهم وأشقائهم في اليمن.

التحالف يمطر الغذاء والدواء على الشعب اليمني

  • هناك تحديات تواجهونها في اليمن، فكيف توصلون الإعانات الإغاثية والطبية في المناطق المحررة وغير المحررة؟

  • بلا تحفظ العمل في اليمن هو عمل تحدٍ كبير لكل المنظمات الدولية وغير الدولية، ولكنه كان الأصعب على المركز لأنه ناشئ وكان أول تحدٍ له أن يعمل في اليمن.

التحديات كانت في صعوبة الوصول وصعوبة دخول المناطق والنهب الذي يواجه القوافل التي يسيرها المركز من قبل المليشيات، كذلك الحصار الذي تم على بعض المدن مثل تعز.

كل هذه تحديات كبيرة، لكن المركز لم يقف مكتوف الأيدي، بالإضافة مع شراكته مع منظمات الأمم المتحدة، وجد أنه يجب أن يصل إلى الفرد اليمني في أصعب المناطق، لذلك تعاون مع منظمات ومؤسسات المجتمع المدني اليمنية الموثوق بها، التي لها القدرة على الوصول.

وأنشأ المركز مكتبا له في عدن يديره سعودي ويعمل فيه سعوديون ويمنيون للانتشار في مناطق متعددة.

كما أن العاملين الذين يعملون في عدن، وغير عدن موجودون لمتابعة وضمان وصول هذه المساعدات لمستحقيها، وفي الواقع استفدنا من أول المؤسسات الموثوق بها للوصول للأماكن الأكثر صعوبة.

واستخدم المركز طرقا إبداعية للوصول، مثلاً في تعز الكل يعلم أن المركز هو الوحيد الذي كسر الحصار، بالتعاون مع طائرات التحالف ووزارة الدفاع في المملكة، فهذه الطائرات أمطرت غذاء ودواء على الشعب اليمني الموجود في تعز، فعندما لم نستطع إسقاط أسطوانات الأكسجين لخطورتها من الجو، استخدمنا الطرق البدائية من خلال الدواب لنقل هذه الأسطوانات إلى مستشفيات تعز، ونقلنا أكثر من أربعة آلاف أسطوانة إلى هذه المستشفيات.

والحمد لله استطعنا أن نصل، ولم يكن الأمر سهلاً ولم نقف مكتوفي الأيدي أمام التحديات التي واجهت المركز، أما بالنسبة للأماكن التي حررت أصبح الوصول لها أسهل، مثل عدن والمخا ومأرب، فهذه الأماكن أصبح الوصول لها أسهل لأنها أصبحت تحت سيطرة الحكومة الشرعية، ونشيد بتعاون قوات التحالف التي سهلت لقوافل الإغاثة سواء من المركز أو من جهات أممية ودولية، فقوات التحالف كانت تساعد هذه القوافل للوصول إلى مستحقيها، فسهلت الطرق وساعدت في منع نهب هذه القوافل الإنسانية لمستحقيها.

تكثيف الرقابة الحل لتجنب نهب القوافل

  • كيف تتعاملون مع هذه القوافل المنهوبة، ماهي أبرز المواجهات التي تواجهونها؟

  • أبرز هذه المواجهات هي نهب هذه القوافل، المليشيات تنهب القوافل وتبيعها بأسعار باهضة على الشعب اليمني للأسف، وكذلك هناك ضعاف النفوس، الذين يأخذون المواد الإغاثية ويحاولون إما أخذها أو بيعها.

ولكن نتعامل معهم بأننا أولاً نكثف الرقابة، من خلال التعاون مع قوات التحالف، والتعاون مع محافظات اليمن، والمركز استقبل العديد من المحافظين اليمنيين، سواء من مأرب وصنعاء وعدن، بهدف مساعدتنا في حماية هذه القوافل لضمان وصولها لمستحقيها.

كذلك وقعنا مع منظمات دولية لمراقبة وصول هذه القوافل لمستحقيها، نحن لا نريد أن نوصل القوافل فقط، ولكن نريد أن تصل لمستحقيها.

فيوجد لدينا رقابة من موظفي مكتب المركز في عدن، ورقابة دولية، وكذلك رقابة من خلال شريك إستراتيجي متخصص في الرقابة في الميدان يراقب وصول هذه المساعدات لمستحقيها.

  • كم نسبة وصول المواد الإغاثية للشعب اليمني؟

  • أكثر من ٩٠٪ ولله الحمد

وبخنا المنظمات المتهاونة

  • هناك بعض المنظمات التي تتحفظ على المواد الإغاثية مما أدى إلى تعفنها أحياناً قبل أن تصل إلى الشعب اليمني، كيف تتعاملون مع هذا؟

  • ليس «تحفظت» بل تأخرت في إيصال هذه المساعدات مما أدى إلى فسادها، وهي في حقيقة قليلة، وقد تواصلنا مع تلك المنظمات وتم محاسبتها على هذا القصور وهذا التأخر، وفي الواقع تغير مسار هذه المنظمات بالذات بأن أصبحت أكثر جدية وأكثر وصولاً للمستحقين.

إعادة تأهيل الأطفال الحوثيين

  • وكيف تتعاملون مع أطفال الحوثيين الذين جندهم المخلوع والحوثي؟

  • حقيقةً المركز على أبواب التوقيع على برنامج مهم فالكل يعلم أن المليشيات استخدمت الأطفال عسكرياً، وأصبح لديهم مشاكل نفسية وتحديات اجتماعية، ونحن الآن على أبواب التوقيع لبرنامج لتأهيل هؤلاء الأطفال نفسياً واجتماعياً وتعليمياً، لأنهم تركوا الدراسة، وأخذوا السلاح للحرب، فهذا البرنامج سوف يطلق قريباً، مع مؤسسة مجتمع مدني يمنية موثوق بها في هذا المجال.

  • وكم عدد الأطفال المتوقع أن يستفيدوا من هذا البرنامج؟

  • في المرحلة الأولى ٨٠ طفلاً، وبعد ذلك سنتوسع في التأهيل، أقصد الأطفال الذين شاركوا مع الحوثي وصالح وتم القبض عليهم من قبل قوات التحالف التي تعمل على إعادة تأهيلهم بين أهاليهم في اليمن، لمساعدتهم في التخلص من رواسب ما فعله بهم الانقلابيين.

وصلنا صنعاء

  • هل لديكم جهود في صنعاء؟

  • نعم وقد أوصلنا أكثر من ٣٠٠ ألف سلة غذائية في صنعاء، وأوصلنا أدوية وأجهزة طبية لمستشفيات صنعاء، المركز حريص جداً على كل محافظات ومناطق اليمن دون استثناء.

  • أبرز الاتفاقيات التي أبرمتموها لصالح الشعب اليمني؟

  • أبرز الاتفاقيات هي اتفاقياتنا مع منظمات الأمم المتحدة، ووقعنا مع تسع منظمات أممية بمبالغ زادت عن ٢٧٤ مليون دولار، تم التوقيع مع هذه المنظمات، كما وقعنا مع منظمات دولية، كذلك يوجد لدينا في اليمن ٨٠ شريكاً أكثرهم دوليين وأممية.

توفير الماء السليم لـ١٥ محافظة.. وبرامج للإصحاح البيئي

برامج رقمية للتعليم

  • وماذا عن التعليم؟

  • المركز حرص على برامج التعليم لأطفال اليمن، ممن هم خارجها في المملكة، أو في داخل اليمن من خلال اتفاق بين المركز ومشروع تطوير التعليم السعودي، ووزارة التعليم في المملكة مع وزارة التعليم اليمنية، بتحويل المناهج اليمنية إلى مناهج رقمية، واستخدام برامج التعليم عن بعد للوصول إلى الأطفال اليمنيين حتى في بيوتهم من خلال التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي بتعليم الأطفال ضمن منهج مدروس ومعتمد من وزارة التعليم اليمنية.

طيران التحالف يمطر الغذاء والدواء على المناطق المحاصرة.. ووصلنا صنعاء

ونحن في طور تأهيل أكثر من ٥٠٠ معلم يمني، نعلمهم على البرامج الرقمية للوصول لأطفال اليمن.

كما سيكون هناك قنوات تلفزيونية يمنية تساعدنا في تحديث تقديم برامج لتعليم الأطفال اليمنيين في منازلهم بالتعاون مع وزارة الإعلام اليمنية التي ستخصص قنوات تعليمية للأطفال اليمنيين بتمويل من مركز الملك سلمان الإغاثي، وذلك بقيمة تسعة ملايين دولار في المرحلة الأولى.

image 0

90% من المساعدات تصل لمستحقيها في اليمن

image 0



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هاشم النعمي.. المؤرخ والقاضي والأديب

"هيئة الإحصاء": ارتفاع الصادراتِ السلعيَّة للمملكة خلال شهر فبراير 2022م بنسبة 64.7%