المشاغل النسائية.. غيــرة وتنافس خلف الكواليس!

كشفت بعض صاحبات الصالونات النسائية عن وجود حروب خفية بين العاملات في المشاغل النسائية، والتي غالباً ما تنتهي بالمشاجرات الحادة ومسك الأيدي وشد الشعر وربما الضرب في بعض الحالات، وقد أكدن المتضررات بأن "الغيرة" خلف جميع تلك الحروب، ففي الوقت الذي تطمح صاحبة المشغل أن تنجح في استثمارها تنشغل بعض العاملات بالدخول في سباق مع الأخرى مما يفسد العمل، حتى وصل الحال لدى البعض منهن إلى تبادل التهم والملاحظات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو ربما في قروب الموظفات في ذلك الصالون، الحالة التي وضعت بعض صاحبات الصالونات النسائية أمام معارك نسائية لا تنتهي مهمتها الأساسية المبادرة بفض الخلاف بدل أن تنشغل بتطوير الأداء لهؤلاء العاملات، فهل يمكن للغيرة النسائية أن تكون المحرك الوحيد خلف تلك المشاجرات والصدام الدائم؟ أم أن الميل الطبقي لذات الفئة أو لذات الجنسية يلعب دوراً كبيراً في تشكيل القروبات التي تخلق التكتلات في العمل مما تؤدي إلى خلق الاتفاق أو الاختلاف.

اختيار الزبائن

ترى ساهر المبين -مصممة مجوهرات وسيدة أعمال- بأن الصالونات النسائية ما زالت تفضل العاملة غير السعودية بسبب أن العاملة الأجنبية تستمع للملاحظات ولا تستطيع أن تعترض على الضوابط بخلاف العاملة السعودية التي قد تعترض وتترك العمل، إلا أن ذلك لا يمنع من وجود حقيقة العاملات السعوديات المتمكنات والتي لديها مهارة كبيرة في حرفة التجميل، وربما ما يؤخذ عليها كثرة الغياب وعدم الالتزام في مواعيد الصالون مع وجود الكثير من الالتزامات الأسرية والعائلية خارج الصالون والتي تدفعها إلى أن تتغيب عن عملها.

وأشارت المبين إلى أن ما يدعوا إلى الخلاف بين العاملات في محيط المشاغل النسائية ربما يأتي من الزبونة نفسها حينما تفضل عمل العاملة الأجنبية على العاملة السعودية مما يثير الخلاف بين العاملات فيتحول إلى خلافات موجودة، فهناك من العاملات الأجنبيات من تتصف بالمهارة وذلك ما عمق من الفكرة التي تؤكد بأن أي عاملة أجنبية إنما هي ماهرة أكثر من العاملة السعودية في عقول الزبونات على الرغم من وجود بعض العاملات السعوديات البارعات في هذا المجال إلا أنه ينقصهم الكثير من التدريب.

إدارة الصالون

وأشارت أمينة السلطان -صاحبة صالون نسائي- بأن الخلافات النسائية تحدث في واقع العاملات في الصالونات النسائية بسبب التنافس بين تنوع الجنسيات فالموظفة السعودية تأتي بحماس وتعمل إلا أن المشكلة بأننا اكتشفنا كصاحبات للصالونات النسائية أن الزبونة نفسها حينما تأتي إلى صالون وتجد العاملات فيه سعوديات فإنها قد تخرج ولا تعود إليه مجدداً فيخسر الصالون، بخلاف وجود العاملات الأجنبيات خاصة من الجنسية الفلبينية فإن الصالون ينجح ويقبل عليه الكثير من الزبائن وذلك ما نلاحظه من خلال إدارة المشغل، على الرغم من وجود بعض السعوديات اللواتي برعن في مجال التزيين.

وأكدت السلطان بأن هناك مشاجرات تحدث في عالم الموظفات في الصالونات النسائية إلا أن الحد منها يعتمد على إدارة الصالون، فيجب على المالكة أن تضع في الحسبان بأن طبيعة النساء في كل مجال واحدة، فالمرأة تتصف بالغيرة وتعدد الجنسيات سيخلق شيئاً من التنافس الذي قد يصل إلى التحامل، فحينما نضع موظفة سعودية في الاستقبال كواجهة وتبدأ الموظفة بوضع الضوابط فنجد بأن العاملة الأجنبية ترفض تلك الضوابط وربما تتمرد ويتحول الرفض إلى عدم قبول لزميلتها، مبينة بأن الخلافات كثير ما تبدأ من تحديد السعر في الخدمة المقدمة فالعاملة الأجنبية ترغب في الحصول على زبونة حتى يضاف لحصيلة عملها وربما ترفض الموظفة السعودية المسؤولة أن تقلل من سعر الخدمة فترفض الزبونة السعر وتخرج وينشب الخلاف بين العاملة الأجنبية التي تريد العمل وبين الموظفة التي في الاستقبال والتي تحرص على زيادة معدل الربح.

وأوضحت السلطان بأن لها أكثر من (30) سنة في مجال التجميل في واقع الصالونات النسائية وتمتلك أكثر من صالون وقد حرصت في كل صالون أن يكون هناك توزان واستقرار في علاقة العاملات بعضهن مع بعض، وبأن لا تحدث الخلافات حتى لا يتراجع الصالون في الدخل الذي يقدمه فيؤثر عليه، إلا أنها مرت بشيء من تلك التجارب فقد حدث أن حاولت أحد العاملات من الجنسيات الأجنبية أن تفرض نفسها في الصالون بعد أن تميزت بعملها المتقن، فجميع الزبائن تتهافت عليها وتطلبها بالاسم في حين ترفض عاملة أخرى سلوكياتها المستفزة وتفرض عليها أنظمة حتى تلتزم بواجباتها التي لا يجب أن تخرج عن مسؤولياتها فما كان من تلك العاملة الواثقة إلا أن تشاجرت مع تلك العاملة وتشابكن بالأيدي حتى حاولت إحداهن أن تحرق الأخرى بالفير الناري الذي قامت بتسخينه ثم حرق جسد العاملة الأخرى، فتم الاستغناء عنها وترحيلها، فهناك الكثير من الخلافات التي تحدث بين العاملات سواء سعوديات أو غير سعوديات فذلك أمر طبيعي في واقع النساء.

تكتلات ومشاجرات!

وترى نوال عبدالله -صاحبة صالون نسائي للتجميل- بأن خلافات العاملات لا تنتهي حتى أثرت على صحتها بشكل كبير، فلديها ثلاث عاملات من الجنسية الفلبينة، وعاملة أخرى من الجنسية الهندية وموظفتين من الجنسية السعودية دخلتا مؤخراً إلى الصالون للعمل، فقبل مجيء الموظفات السعوديات كانت تحدث الكثير من المشاجرات والتنافس بين العاملات الأجنبيات، فهناك فريق ضد فريق، إلا أنه بعد مجيء الموظفتين السعوديتين اتحدت جميع الموظفات الأجنبيات ضد السعوديات فأصبحت تدار المعارك الخفية وربما المعلنة بين الطرفين، وحدثت الكثير من الخلافات والمشاجرات بينهن حتى على مرأى الزبونات، حتى إنهن اشتكين من تلك الخلافات التي بدأت تؤثر على مسار العمل وعلى دخل الصالون.

وتشير نوال إلى الشجار الذي حدث بين عاملتين ابتدأ بتبادل الشتائم وانتهى بالضرب وشد الشعر بعد أن اشتكت إحداهما بأن الأخرى وضعت صورتها في أحد قنوات التواصل الاجتماعي بشكل مضحك، الهدف منه السخرية، في حين أنكرت الأخرى هذا الصنيع وأكدت على أنها محاولة لنشر الاتهامات حولها، حتى أضربتا عن العمل في ذلك اليوم بسبب العقوبات التي حصلتا عليهما من إدارة الصالون، فهناك الكثير من الخلافات التي تحدث في الصالونات النسائية ولكن بعضها يحدث خلف الكواليس والبعض منها يظهر على مرأى الزبائن، ودائماً تكون الغيرة المحرك الأساسي للخلافات بين الجميع.

سيارة إسعاف

وتحدثت أسماء الصالح -إحدى مرتادي الصالونات النسائية- بأن الكثير من المشاجرات تحدث في حلبة الصالونات النسائية بعضها مثار ضحك الزبونات والأخرى تعاطفهن، فالصالونات تعتبر أكثر الأماكن الملتهبة بالمشاجرات بسبب رفض كل عاملة لطريقة معينة في العمل لا تقبلها، وهناك غيرة كبيرة تحدث بين العاملات خاصة حينما يتوافد الزبائن على عاملة محددة تطلب بالاسم دون غيرها فيتم التركيز عليها وربما ترفض الزبونة أي موظفة وتفضل أن تنتظر العاملة تلك الماهرة حتى تنتهي من عملها مما يرفع "راتبها" من قبل صاحبة الصالون وهو الأمر غير المستحب لدى زميلاتها، مشيرةً إلى المشاجرة التي حدثت في أحد الصالونات والتي انتهت بحضور الشرطة وسيارة الإسعاف عند الصالون النسائي؛ فقد تشاجرت عاملات من جنسيات عربية في الصالون بسبب تبادل الاتهامات فيما بينهما بعد أن لفتت انتباه المسؤولة إحداهن إلى أنها لا تحسن التوفير من استخدام مواد الصغبة وحمام الزيت الخاص بالشعر فما كان إلا أن تبادلتا التهم، ثم انتهى الأمر إلى التشابك بالأيدي والضرب بالمقصات والأمشاط حتى أصيبت عين إحدى المتشاجرتين مما دفع المالكة بعد أن تحطمت بعض الأشياء في الصالون إلى استدعاء الشرطة وسيارة الإسعاف، فهي حروب لا تنتهي حتى تغادر إحدى المتمردات الصالون.

اختيار بعض السيدات لكوافيرات محددة يزيد التنافس والغيرة بين العاملات
العاملة السعودية في المشاغل النسائية تواجه تحدي منافسة الوافدة


from جريدة الرياض >http://ift.tt/2tv6GgP
via IFTTT

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هاشم النعمي.. المؤرخ والقاضي والأديب

"هيئة الإحصاء": ارتفاع الصادراتِ السلعيَّة للمملكة خلال شهر فبراير 2022م بنسبة 64.7%