سـليمـــان قـابـــل.. تـاجــر المــؤونــه
لا يكاد يذكر تاريخ جدة الحديث إلا ويذكر معه شارع قابل، ذلك السوق التاريخي الذي سبق بمحاله وهندسة بنائه أسواق القرن الرابع عشر الهجري، حيث البناء المحكم والشارع المسقوف المضاء بعقود الكهرباء، والمزود بمكائن ضخمة للتبريد والتهوية، وهي أفكار ورؤى سبقت زمانها نفذها على أرض الواقع رجل الأعمال سليمان بن أمان الله بن عبدالله بن حامد قابل، أحد أشهر تجار مدينة جدة، والذي بدأ تجارته بالمؤونة أو ما يسمى الأرزاق، مثل السكر والشاي والأرز والحبوب وبقية المواد الغذائية التي شهدت في القرن الهجري المنصرم أزمات كبيرة لا سيما مع مرورها بحربين عالميتين، إلا أن سليمان قابل استطاع بما وهبه الله من فكر استثماري وصبر ومثابرة، أن يتوسع في تجارته واستثماراته، التي تطورت وتوسعت إلى أن أصبح وكيلاً لعدد من الشركات العالمية، فكان أول من استورد سيارات فورد «وستودي بيكر»، وقيل بل سبقه إلى ذلك مستشار الملك عبدالعزيز «عبدالله فلبي» وبعض رجال الأعمال من أصحاب البيوت التجارية في مدينة جدة.
ولم يقتصر عمل سليمان قابل على التجارة والاستثمار إذ يذكر المؤرخ محمد بن علي مغربي بأنه كان موظفاً مسؤولاً، فقبل العهد السعودي كان رئيساً لبلدية جدة، ورئيساً للمجلس التجاري فيها، وحينما تأسست المحكمة التجارية في جدة وهي أول محكمة تقام من نوعها في العهد السعودي، وكانت مهمتها الفصل في القضايا والأمور التجارية، كان سليمان قابل أول رئيس لها، وقبل ذلك كله كان رئيساً للإدارة التي تمنح تراخيص الاستيراد، ومن أعماله التجارية أنه أول من تولى رئاسة أول شركة للسيارات في جدة في العهد السعودي كما تم تفصيل ذلك، إلا أنها لم تحظ بالتوفيق، وتمت تصفيتها بعد أن واجهتها العديد من المشاكل.
شارع قابل
يرتبط اسم سليمان قابل بشارع قابل الشهير في جدة، والذي أسسه الشريف حسين بن علي في ثلاثينيات القرن الهجري الماضي، ولم يكن حينها يحمل هذا الاسم، حتى آلت ملكيته إلى سليمان قابل، الذي اشتراه من الشريف علي بن الحسين ابن مؤسس الشارع رحمهم الله مقابل بعض المال والأغذية، حيث كان الشريف علي بحاجة للأموال آنذاك لصرفها على الجند إبان التوترات التي شهدها الحجاز في تلك الفترة، استطاع سليمان قابل بعد امتلاكه الشارع أن يجعل منه أهم شوارع مدينة جدة، بل أن الشارع استمر علماً من أعلام جدة طيلة الخمسة عقود الأخيرة من القرن الهجري الرابع عشر، حيث كان حين شرائه من الشريف علي بن حسين آنذاك مكشوفاً فتعاقد سليمان قابل مع شركة ألمانية على تسقيفه، وكان يتابع أعمال التطوير والتحديث بنفسه، إلى أن تمت تغطية كامل الشارع بسقف من المعدن المضلع المسمى "توتوه"، يقوم على أعمدة حديدية ويرتفع ارتفاعاً كبيراً لان علو الشارع كان قد بني عليه دور من المكاتب التجارية، وقد فصل في ذلك مؤرخ الحجاز في العصر الحديث الأستاذ محمد بن علي المغربي -رحمه الله- كما استورد سليمان قابل ماكينة كهربائية ضخمة وأدخل من خلالها التهوية إلى جميع الدكاكين، كما سعى لإضاءة الشارع بالكامل فأصبحت حوانيت ومحال ودكاكين شارع قابل فريدةً في موقعها وخدماتها وحداثتها ليصبح شارع قابل أعجوبة زمانة ومهوى أفئدة الزوار والمتسوقين من حجاج بيت الله وزوار مدينة جدة، ولا شك أن هذه الأعمال الرائدة والمتقدمة جعلت من شارع قابل أشبه بالأسواق التجارية الحديثة والمغلقة في زمننا الحالي، ويقصد بها "المولات" جمع "مول" التي لم تعرف إلا مطلع الثمانينات الميلادية، أي بعد نشأة وتأسيس سوق قابل بقرابة سنتين، وهو ما دفع المستثمرين والتجار للسباق نحو حجز هذه الدكاكين والمحال التجارية من رجل الأعمال سليمان قابل.
وتقول الشاعرة ثريا قابل حفيدة شقيق سليمان قابل إنها تزور الشارع في شهر رمضان من كل عام وتعود خلاله بالزمن لطفولتها، وتتذكر أن معظم تجار المملكة بدأوا من شارع قابل، وبعضهم بدأ من بسطة صغيرة، وأكدت أن عائلتها لم تكن تأخذ من البائعين ذوي البسطات في الشارع إيجاراً، رغم أنهم كانوا "يبسطون" في الشارع الذي تملك عائلتها كل دكاكينه ومتاجره، في حين كانوا يعطون لكل مستأجري الدكاكين "لمبة" ومروحة، لكل واحد منهم.
حدود الشارع
يقع شارع قابل في وسط مدينة جدة وهو أول شارع في مدينة جدة يُضاء بالكهرباء ويبدأ من النورية شرقاً، حتى باب النبط غرباً، ومن منتصفه يبدأ سوق الخاسكية الذي كان أحد أحياء الطبقة الخاصة برجال ديوان الباشا والوالي العثماني ومنه جاءت التسمية بالتحريف التركي ويمتد شارع قابل جنوباً ثم يلتف شرقاً ليصبح موازياً لشارع قابل من الجهة الجنوبية، لينتهي إلى النورية حيث بيت زينل الذي أزيل أثناء افتتاح شارع الذهب قديماً، مع ما أزيل من النورية وعلى اليسار إذا دخلت الخاسكية من شارع قابل، يوجد دكان محمد علي بالطو، وهو بخاري، وكان يبيع الخردوات والقزز، ثم دكان مصطفى لبني من أهل مكة المكرمة وكان يبيع المسامير والمفصلات، وأدوات النجارة، ثم دكان حامد الدخيل لبيع الصحون والكاسات والفناجين، وبعده بقالة وجيه باريان ثم محل لبيع القماش لنوري أبو زنادة، ثم دكان جميل أبو العينين وكان مختصاً في بيع العمائم والأحاريم الرشوان والحلبي والبقش الكشميري، وكان زبائنه أفنديات جدة، تناثرت الدكاكين بعد ذلك، من دكان لبيع السبح جنوبه دكان الشيخ عمر سنبل، أحد تجار "المرجان الأسود"، وبعده دكان، لإصلاح الكوالين والأقفال، ثم قهوة "خبيني"، وأصبحت بعد ذلك دكانا لعبدالله شربتلي يبيع فيه العصير والبرتقال، ومنه بدأت تجارته، ثم مستودع لباشميل وبعده دكان صيرفي ابن لعثم من الحضارم، وبعده بقالة العمودي، ثم دكان الشيخ علي حفني، ودكان العطار احمد آقو ودكان للصيرفي بارعيدة، ثم يتجه الشارع إلى الشرق حيث يوجد دكان صبري بائع الخبز والتمر، ثم فوال الكبش، ثم محل بياع مقادم من جاواه، فخياط اندونيسي، ثم قهوة سعيد حاتم، وفي نهاية الشارع من الشرق يوجد بيت زينل وهو عبارة عن مجمع سكني لآل زينل، وبجواره بيت العطيوي شيخ الجزارة ثم النورية، التي أنشأها قائم مقام جدة نوري باشا أفندي عام 1284هـ، كسوق للقصابين والخضرية، وقد اندمج دكانا أحمد آقو و بارعيده في دكان واحد، ليصبح مصرفًا صغيرًا لعبدالعزيز وصدقة كعكي، وعمل معهما الشيخ سالم بن محفوظ، ومن ذلك الدكان بدأ البنك الأهلي.
بداية تجارتهم
يعتبر شارع قابل أهم شارع في جدة القديمة على الإطلاق، رغم صغر مساحته الاجمالية التي تبلغ 539 متراً ويمتد بطول 77 متراً وعرض لا يتجاوز 7 أمتار، ورغم محدودية المكان خرج منه معظم تجار جدة، إن لم يكن جميعهم، والتاريخ يشهد أن موانئ جدة وشارع قابل كانا هي الرحم الأول للبدايات المبكرة لعدد من رجال الأعمال والتجار، وإن كانت البسطات والمحال التجارية الصغيرة هي الغالبة على نشاط السوق هذا اليوم، إذ يتجاوز عمر السوق 90 عاماً وانطلق من ذلك الشارع أشهر التجار أبرزهم سالم بن محفوظ والذي كان يفرش بسطته بجانب الشارع، ومعه ريالات الفضة، لتبديلها بالعملات الأخرى للحجاج والتجار، ومن تلك البسطة ولدت فكرة إنشاء البنك فأصبح بن محفوظ واحداً من أكبر تجار البلد كما كان يجلس هناك صالح الراجحي يمارس تجارة الاستثمار بالعملات وسط الشارع متنقلاً هنا وهناك، كما شهد شارع قابل ظهور تجار مشاهير كالشربتلي والصيرفي والكعكي والمقيرن وبقشان وبادريق الذين بدأ الشارع بهم وبدؤوا منه قبل أن ينطلقوا منه ليصحبوا من أشهر التجار في المملكة.
ويضم شارع قابل بين جنباته 58 محلاً، ويتجاوز دخله حسب إحصائية قديمة 3 ملايين ريال سنوياً ولم يعد الراحل سليمان قابل وورثته يمتلكونه لوحدهم، إذ باع أجزاء منه على مر السنوات على عدد من الشركاء، ومن ملاك الشارع الآن ورثة حسن شربتلي ويمتلكون 1435 مترًا مربعًا، والبنك الأهلي 927.5 متراً، ويمتلك آل قابل 1750 متراً، بصكوك يحملها ورثة ملاك الشارع.
المنطقة التاريخية
يشير سكان منطقة سوق قابل إلى أن الشارع الشهير كان يعج بحركة المتسوقين من أبناء البلد الذين ما لبثوا أن تركوه إلى مواقع أخرى ليظل الشارع طوال سنين مضت موقعاً مفضلاً لكافة زوار جدة والمنطقة التاريخية والذي يعد أحد أهم معالمها. وتروي الشاعرة ثريا قابل كيف كانت تتوقف أمام دكان أو بنك الخواجة "يني" الغذائي، حيث تدهشها الألوان وطريقة التنظيم التي يعد بها زجاجات الزيتون والمخللات وأنواع الأجبان إذ كان من أشهر تجار الشارع في عصور مضت وأحد أبرز معالمها وتضيف أن الكثير من تجار المملكة انطلقوا من بسطات شارع قابل، وأنها تتذكر الشارع عندما عادت من مصر بعد تخرجها لتتولى ترتيب حسابات المتاجر والدكاكين ودفاتر المستأجرين نيابة عن العائلة، وأوضحت ثريا قابل أن سليمان قابل الذي اشترى الشارع ليس جدها بل هو شقيق جدها عبدالقادر قابل، ولم يكن سليمان قابل أكبر الأبناء، بل كان أكبرهم محمد قابل الذي أنجب ولدا واحدا هو عبدالرحمن لكنه مات صغيرا، ولم يترك محمد قابل غير ثلاث بنات ومات هو الآخر شابا وبعد وفاة محمد أصبح سليمان أكبر الأبناء الموجودين وله من الإخوان عبدالقادر وعلي قابل، وكان سليمان عقيما لم ينجب رغم أنه تزوج كثيرا، وأن آل قابل الموجودين اليوم هم ذرية أخويه عبدالقادر وعلي ولا يعد "شارع قابل" مجرد شارع تجاري في وسط مدينة جدة، بل كان وما زال أحد المعالم التاريخية ومنه انطلقت حقبة اقتصادية وتجارية في الأربعينات الهجرية شكلت اللبنة الأساسية لتجارة جدة.
بيت قابل
وكان لأسرة قابل بيت شهير، شهد زيارة ضيوف المملكة من مسؤولين وأعيان، كونه أحد أبرز البيوت الأثرية في جدة الآن، ويتميز بالتصميم الإنجليزي، حيث اقترح الشيخ محمد زكي يماني و م.سامي عنقاوي، فكرة لعائلة قابل بتحويله إلى فندق أثري، وكشفت ثريا قابل أن العائلة سلمت مفتاح بيت قابل إلى أمانة محافظة جدة، إخلاء للمسؤولية، وتتمنى من هيئة السياحة والآثار وأمانة محافظة جدة إعادة ترميم بيت قابل بنفس الطراز التراثي للحفاظ على هويته كمنزل أثري عريق وذي شهرة واسعة النطاق، ويرى الأديب والناقد سعيد السريحي أن شارع قابل يحكي تاريخ أسرة وقفت في قلب الأحداث، وكما أن الشارع يعد الآن شاهدًا على التحول، فقد كان قبلها شاهدا على التأسيس ومن دكاكينه الصغيرة أطلت جدة على حقبتها الاقتصادية، وخرج كبار الامبراطورية الاقتصادية في جدة من هذه المنطقة، بعد أن ربَّوا تجارتهم على أيديهم كما يربُّون أبناءهم.
أسواق جدة
لم يكن شارع قابل هو السوق الوحيد في جدة فكما يقول د. مبارك المعبّدي، إن جدة تمتاز بتعداد أسواقها التي لا تزال اليوم تحمل مسميات أسواقها القديمة، مثل سوق الندى الذي كان سوقًا مستطيلًا لبيع الاطعمة والأقمشة، وبه مستودعات لتخزين البضائع، وسوق الجامع المعروف بمسجد الشافعي كما أن هناك أسواقًا لم تعد موجودة الآن مثل سوق البنط لبيع السمك والتمر وسبح اليسر وسوق برّة وهو سوق كان يقام خارج أسوار جدة ويرتاده أهالي القرى المجاورة كذهبان وثول والقضيمة ورابغ، وقد استوقفت أسواق جدة الرحالة الاجانب الذين زاروها فتحدثوا عن أسواقها وتنظيمها كما أن الشيخ الحضراوي ذكر أنه كان بجدة عام 1288 ما يقارب من 4 آلاف دكانًا، ولا يبعد سوق قابل عن أسواق أخرى قديمة مثل سوق الأشراف واسوق علوي وسوق البدو والخاسكية كما ذكرنا.
تعديلات على الشارع
وبمرور الأيام وتغير ملاك ومستأجري الشارع، ظهرت بعض التعديلات غير النظامية على واجهات المحلات والدكاكين داخل شارع قابل، ويلفت الزائر للشارع وجود نتوءات وتشويهات، قام بها المستأجرون للمحلات منذ أكثر من ثلاثة عقود مضت، وتصر الجهات الرسمية في جدة على إزالتها، بعد أن خاطبت المستأجرين والملاك ولم يستجيبوا كما قامت البلدية بالتدخل بمعداتها ماسبب عشوائية في الترميم، ونظراً للأهمية التاريخية للشارع وحفاظاً على الوجه المشرق لهذه المنطقة التاريخية فقد وعدت أمانة جدة بالتعاقد مع إحدى الشركات المتخصصة في ترميم المناطق التاريخية، خاصة أن هناك مبنيين محيطين بالسوق يعدان من المعالم التاريخية، لتجاوز عمرهما 90 عاماً، وكانا موجودين قبل شراء آل قابل للشارع.
الخواجة "يني"
من الشخصيات الأجنبية في شارع قابل التي وثق الكاتب الراحل محمد صادق دياب، وجودها في الشارع، شخصية "الخواجة يني" في رواية حملت نفس الاسم، وحققت مبيعات عالية، وشكلت سيرته جزءًا من ذاكرة مدينة جدة، حيث كان صبيًا يونانيًا جاء مع أبيه "دولو" وعمه "إيكيليا" إلى مدينة جدة، فأحب المدينة وأهلها الذين وجد منهم البشاشة والتسامح ما جعله جزءاً من إيقاع شارع قابل أهم شوارع جدة وكان أول من أنشأ في المدينة بقالة بمفهوم عصري، تجد فيها الجبن الرومي، والزيتون بلونيه، والبسطرما، والسمك المجفف، والزيوت بأنواعها، ومن دهشة الناس بتلك البقالة العصرية أطلقوا عليها اسم "بنك يني"، وأقام بجوارها مركازاً يجتمع فيه "الخواجا يني" والشيخ أحمد ناظر وكل من الرواد البارزون في شارع قابل كإبراهيم ومصطفى زهران وحسن الوسيه وصديق "يني" وجليسه الدائم الشيخ علي عيد الذي كان يلقب بالخواجا العربي لصلته بالخواجا "يني" كما يزورهم الشيخ صالح كيال حيث يجتمعون إلى صلاة العشاء كما ذكر ذلك محمود رقّام.
ولا شك أن منطقة سوق قابل شهدت في جنباتها ووسط مقاهيها إبداعات العديد من أدباء الحجاز ومنها تخرج عدد من الشعراء والكتاب والرواد الذين هم بالأمس وحتى اليوم يملأون أفق الإعلام والاقتصاد والأدب والسياسة في بلادنا، كما أن هذه المنطقة القديمة شهدت العديد من المواقف والأحداث التاريخية، كحادثة حريق بيت الملا ومأساة السفينة "آسيا" وثورة الدروز، كما شهدت في الستينات الهجرية، أول انتشار لشائعة النمنم، وحادثة ال"فاشيست" إبان الحرب العالمية الثانية، ومع هذا ظل بائع الحلوى يردد في جنبات هذا الحي القديم "ذقوا الحلاوه.. من بنات الجاوه" و"حلاوه حمرا.. من بيت الأمرا" يجاوبه بائع السوبيا " يا أسمر اللون صلي مشهدك بدري" فيما ينادي أحد زبائن القهوة الشعبية " واد يابكر...زيد الحجر".
وفاته
توفي الشيخ سليمان بن أمان الله قابل، يوم 25/10/1360هـ، بعد حياة حافلة عمل فيها على خدمة بلده في المجال التجاري، ونشر في الصحف نعي له جاء فيه انتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ سليمان قابل، رئيس المجلس التجاري بجدة، وأحد أعيانها، وقد كان لوفاته رنة حزن وأسى، تغمده الله برحمته وألهم ذويه الصبر والسلوان ورحمه رحمةً واسعة.
تعليقات
إرسال تعليق