ألا بُعداً لنظام طهران
إن علاقات الشعوب فيما بينها تحددها مجموعة من العوامل المشتركة، ويأتي رابط العقيدة والدين في أعلى مراتب سلّم العلاقات بين الشعوب والدول، يليه رابط الدم والنسب، وتأتي بعدهما صلة الجغرافيا والتاريخ.
وكلما كان بين شعبين أكبر عدد من تلك النقاط السابقة زادت العلاقة بينهما متانة وقوة، كما أن لقيادات البلدان دورا مهما في توطيد علاقات الشعوب، ثم تأتي المحن ومتاعب الحياة تكشف العلاقات الأخوية الحقيقية من غيرها.
وفي طبيعة العلاقة القائمة بين الصومال والمملكة العربية السعودية نجد أن كل الروابط والصلات السابقة تجمعهما، وقد كشفت الظروف والأزمة الصومالية منذ انهيار الحكومة المركزية في الصومال بداية التسعينات في القرن المنصرم مدى عمق العلاقة بين الصومال والمملكة حيث كانت الأخيرة أولى الدول التي وقفت بجانب الصومال دعماً ومساندةً، ما جعل الشعب الصومالي يعتز بعلاقته الأخوية بالمملكة.. نعم، المملكة بمواقفها الإيجابية تركت بصمات واضحة في الوجدان الصومالي.
وقد كانت الصومال من أوائل الدول التي قطعت علاقتها الدبلوماسية مع إيران بعد الهجوم الآثم والاعتداء السافر على البعثات الدبلوماسية السعودية في كل من طهران ومدينة مشهد بتاريخ 2/ 1/ 2016م.
إن القيادة الصومالية الحالية والشعب الصومالي يدركان جيدا أن محاولة الإساءة إلى المملكة من قبل طهران ما هي إلا بداية لمحاولتها الرامية للتوسع نحو الدول العربية، وتدميرها، وأن مشكلة إيران ليست مع المملكة فقط، وإنما مع الدول العربية جميعاً.
ومن هنا ندرك أنه لا معنى لما يشيعه البعض، بقصد أو من دونه، إمكانية عودة العلاقات بين مقديشو وطهران؛ فتحسن العلاقات مرهون بتحسن علاقة طهران بالمملكة الشقيقة الكبرى، وإن الطريق الوحيد أمام إيران لتحسين علاقتها أمام أي عاصمة عربية يمر عبر الرياض فقط، وليس غيرها.
وإذ ندعو لإيران التعقل والعودة إلى جادة الصواب، ونبذ العنف ورعاية الإرهاب في المنطقة العربية، والتمسك بالقيم والمثل للأمة المسلمة التي تمنع المسلم من الظلم والاعتداء على أخيه، والكيد له، إذ ندعو إليها ذلك نذكرها جيداً بأنه لولا حكمة قيادة بلاد الحرمين الشريفين، وصبرها الطويل على تصرفات إيران الصبيانية لوجدت أن العرب قادرون على لجمها في عقر دارها بأسرع مما تتوقعها.
وإننا من باب الحرص على مصلحة شعوب المنطقة ومنها الشعب الإيراني لندعو قيادة طهران المتهورة إلى الكف عن استفزاز المملكة، وعدم شق صف المسلمين وإلهائهم عن الواجبات الكثيرة الملقاة على عواتقهم، هذا إن كانت ما زالت ترى أنها في صفهم.
- برلماني صومالي
تعليقات
إرسال تعليق