التعليم.. يستمر في تحقيق أهداف الرؤية 2030

انطلاقاً من الرؤية والرسالة التي تسعى لها وزارة التعليم بالمملكة نحو تعليم متميز يتوافق مع رؤية المملكة 2030 لبناء مجتمع معرفي منافس عالمياً، وتوفير فرصة التعليم للجميع في بيئة تعليمية مناسبة في ضوء السياسة التعليمية للمملكة، ورفع جودة مخرجاته، وزيادة فاعلية البحث العلمي، وتشجيع الإبداع والابتكار، وتنمية الشراكة المجتمعية، والارتقاء بمهارات وقدرات منسوبي التعليم.

فقد عقدت «الرياض» ندوة تختص بمناقشة ما وصل إليه التعليم في بلادنا وما يسعى للوصول إليه وقد ضمت الندوة عدد من مسؤولي التعليم حيث تناولوا عدداً من المحاور التي تهم العملية التعليمية، ومن أهم هذه المحاور التي تطرق إليها المجتمعون، تقديم الحلول التعليمية المبتكرة والمتكاملة لتطوير منظومة تعليمية متميزة عبر الاستثمار الأمثل.، والنهوض بالمبادرات النوعية الخدمات المقدمة للموهوبين، وذوي الإعاقة وتعليم الكبار وطلاب المدارس في الخارج، وتحقيق تطوير العملية التربوية التعليمية في مجالات المناهج والبحوث، والتقويم والجودة، وتطوير مستوى أداء العاملين، وإحداث المدارس وتحديد احتياجاتها من الهيئة التعليمية والإدارية وتجهيزاتها اللازمة، وتوفير خدمات طلابية ورعاية صحية ووقائية وعلاجية. إضافة لتلبية احتياجات الأحياء من المدارس وشغلها بالوظائف، وقبول الطلبة في كافة المراحل التعليمية ومدى نجاح برنامج نور، وحركة نقل شاغلي الوظائف التعليمية والإدارية ونقل ذوي الظروف الخاصة، كما تم التطرق إلى خدمة «تواصل» وكيفية توفير جسور تواصل بين منسوبي التعليم والمستفيدين، وتحفيز منسوبي الوزارة لتقديم خدمات متميزة وسريعة.

208 آلاف من ذوي الإعاقة يحتاجون لخدمات تعليمية متكاملة

أهمية التعليم

في بداية الندوة رحب الأستاذ هاني وفا نائب رئيس التحرير بالمشاركين في الندوة قائلاً: نرحب بكم في صحيفة «الرياض» في هذه الندوة المباركة، ولا شك أن مهمتنا معكم هي مهمة متكاملة حيث إننا جميعاً في نهاية المطاف نخدم وطننا الغالي المملكة العربية السعودية، ولكن بكل تأكيد مهمتكم عظيمة وعمل صعب لأنكم معنيون بتربية الأجيال من طلاب المراحل التعليمية وهي من دون شك مهمة وطنية غير سهلة ولكن في النهاية أنتم أهل لها!!

مضيفاً أن هذه الندوة تعد مبادرة من جريدة «الرياض» من أجل فتح باب الحوار والتواصل مع المسؤولين حيث حضرها عبر تاريخها الطويل العديد من الشخصيات أبرزهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حينما كان أميراً لمنطقة الرياض -حفظه الله - ومن أهدافها إلقاء الضوء على المشكلات التي تواجهها العملية التعليمية وطرح أبرز التطلعات التي تطمحون إليها.

وقال: وبما أنكم تعملون من خلال برامج عمل ضخم جداً في هذا المجال، أرجو لكم التوفيق والسداد وأتمنى من الله أن يكون التعليم لدينا في المستوى المأمول منه، إذ من المعروف أنكم تتعرضون للنقد دوماً وهذا أمر طبيعي لأنه لا يوجد عمل كامل مبرأ من النقص، وأشكركم مرة أخرى على حضوركم.

وفي بداية الندوة قال مديرها صالح الحماد: «مدير تحرير الشؤون المحلية»: نظرًا لأهمية هذه الندوة العملية التعليمية سنتناول مواكبتها لبداية العام الدراسي وما صاحبه من استعدادات وتجهيزات من قبل وزارة التعليم، وما قدمته الوزارة من تطوير لمسه الطالب وولي الأمر ويسعدنا أن تكونوا شركاء معنا في هذه الندوة.

بداية تحدث الدكتور نامي الجهني وكيل وزارة التعليم للشؤون المدرسية عن أهمية إحداث المدارس وتحديد احتياجاتها من الهيئة التعليمية، حيث لوحظ هذا العام إغلاق العديد من المدارس والعمل على دمجها ولتوضيح هذه القضية، قال: في البداية أتقدم بوافر الشكر لجريدة «الرياض»

د. نامي الجهني: دمجنا مدارس لا يزيد طلبتها عن 25 لعملية تعليمية متوافقة مع رؤية (2030م) ونعاني من التسرب بالنقل والإجازات الاستثنائية والولادة

لاستضافتنا في هذه الندوة واتاحتها لنا الفرصة للتوضيح للقراء والمواطنين ما يدور في أروقة وزارة التعليم من أمور تهمهم، والجدير بالذكر يوم الجمعة يصادف اليوم العالمي للمعلم، وبهذه المناسبة نقدم التهنئة لزملائنا المعلمين وللقائمين على العملية التعليمية، مقدماً لهم وافر الشكر والتقدير على جهودهم المباركة وأقول لهم هنيئاً لكم بناء الأجيال وهنيئاً لكم بهذه المهنة العظيمة وهي مهنة الأنبياء.

وأضاف ان العملية التعليمية لها أركان وركائز تقوم عليها منأجل أن تستقيم العملية التعليمية ويستفيد بالتالي أبناؤنا وبناتنا الطلاب، فمثلاً إذا كان المكان أو الفصل الدراسي غير جاذب لابني وعدد الطلاب قليلاً وأن المعلم يأتي إلى المدرسة من منطقة بعيدة من أجل أن يعلّم ابني لا شك أن تحفيز هذا الطالب للتعلم سيكون ضعيفاً عكس ما إذا كان عدد كبير من الطلاب من أجل أن يتجاذبوا أطراف الحديث والنقاش ويقدموا العديد من الأطروحات ويكوّنهم المعلم على شكل مجموعات وفرق يعملون مع بعضهم البعض لأن العلمية تحتاج إلى وجود عدد مقدر من الطلاب في القاعات والفصول حتى تكمل العملية التعليمية.

من جانب آخر قال: أرى أن رؤية (2030م) تربطنا بالعديد من الأهداف التعليمية والتي تسعى الوزارة إلى تحقيقها من خلال الجهات المعنية داخل الوزارة ومن خلال إدارات التعليم في المدارس، ومن أجل أن نحقق أهدافنا والحصول على عملية تعليمية حقيقية على قاعدة مكتملة الأركان عملت الوزارة على حصر المدارس التي توجد فيها أعداد قليلة من الطلاب، فوجدنا أن هناك أعدادًا قليلة جدًا في بعض المدارس أي لم يزد عدد الطلاب فيها على 25 طالباً، لذلك عمدنا على ضم المدارس التي فيها 25 طالباً أو أقل من 25 طالباً، لأننا لو أخذنا هذه المدرسة والتي تتكون من 6 فصول ابتدائية يعني ذلك أن كل فصل يوجد فيه حوالي (4-5 طلاب) ووجدنا عدداً من المدارس فيها عدد المعلمين أكثر من عدد الطلاب.. ومبادرة الوزارة جعلت العملية التعليمية تتناسق مع الاحتياج، احتياج الطلاب احتياج المعلمين احتياج المباني فاستدعى الأمر دمج المدارس، كذلك هناك مشروع آخر تم داخل المدن وهو ما يتعلق بالاستفادة من الاستثمار الأمثل للمباني الحكومية القريبة من المدارس المستأجرة، فعملت الوزارة بالتعاون مع إدارات التعليم على إعادة النظر في المباني المستأجرة وهل نستطيع أن نضيف عدداً من الطلاب إلى المدارس الحكومية من أجل تخفيف العبء على الطالب الموجود في مبنى غير مهيأ لأن يكون مدرسة تعليمية من حيث المساحات الخارجية، ومساحات الفصول المدرسية والخدمات الأخرى التي تقدم للطلاب!! وكانت العمليتان متوازيتين وهما كفاءة التعليم داخل الفصول والعمل على الاستغناء عن المباني المستأجرة، وهذه العملية تمت بناء على معطيات متعلقة بأعداد الطلاب والمسافات التي يقطعونها إذا ضمت مدارسهم وهي مبنية على توجيه اللجنة العليا للتعليم والأمر السامي الصادر بهذا الخصوص.

الحلول التعليمية

وعن جهود شركة تطوير للخدمات التعليمية، وما لديها من الحلول التعليمية التي تصب في مصلحة الطالب والعملية التعليمية وما الاستثمار الأمثل بالنسبة للشركة، قال د. ناصر العويشق المدير التنفيذي لقطاع تطوير المحتوى والحلول الإلكترونية في الشركة: إن شركة تطوير الخدمات التعليمية هي إحدى الشركات القابضة التي يمتلكها صندوق الاستثمارات العامة، ومنذ إنشاء شركة التطوير كان الهدف منها هو التطوير

د. ناصر العويشق: نساعد الوزارة بما تمتلكه من مرونة وخبرات محلية وعالمية لتقديم الحلول بطرق مختلفة عما كانت تمارسه في أعمالها

وتقديم الدعم لوزارة التعليم واستثمار المرونة التي تملكها الشركات خارج إطار التنظيم البيروقراطي في وزارة التعليم، ونحن في شركة تطوير التعليم أصبح تركيزنا يقوم على مساعدة الوزارة لتقديم حلول بطرق مختلفة عما كانت تمارس بها الوزارة أعمالها، مستفيدين من المرونة التي نملكها والخبرات التي لدينا سواء عن الخبراء المحليين أو المستشارين العاملين في الشركات الأجنبية.

وأضاف قائلاً: في الحقيقة إن أبرز القضايا التي تشارك فيها شركة التطوير هي النظر إلى التسلسل المدرسي وأعمار الطلاب، فمثلاً رياض الأطفال، قمنا بتصميم معايير «نماء للأطفال» من 3-6سنوات فيما يخص وزارة التعليم ومن سن 0-3 سنوات تحت إشراف وزارة العمل، إن هذه المعايير تعطي الوزارة والمدارس الأهلية التي تقدم خدمات التعليم المبكر الجوانب التي يجب أن يتعلمها الطلاب في كل عمر خلال هذه المرحلة، والهدف من ذلك كله هو تشجيع القطاع الخاص للاستثمار بشكل أكثر، وبطرق منظمة في مجال التعليم المبكر لرفع مستوى الطفل وخصوصاً أن المملكة العربية السعودية هي أقل الدول في المنطقة التي يلتحق فيها الأطفال بالتعليم منذ وقت مبكر!!

إما في مجال التعليم العام أي من الصف الأول إلى الثاني عشر يهمنا في هذه المرحلة هو تطوير الكتب المدرسية ومراجعتها حيث أنه منذ أن أسند معالي الوزير مسؤولية مراجعة الكتب المدرسية وتهيئتها للميدان قمنا بتشكيل فرق كبيرة وقد وضعنا مبادئ لتقديم حلول مختلفة تختلف عن تلك التي تعود عليها المعلمون وثم كذلك التركيز على العديد من القضايا ومن أبرزها السعي إلى تخفيف وزن الحقيبة المدرسية وقمنا كذلك بدراسة استطلاعية تجاوز عدد المشاركين فيها أكثر من 35 ألف مشارك من المختصين حول كتب النشاط ومدى فعاليتها في الميدان وأثبتت الدراسة أن نسبة الذين يفعلون الكتب لم تتجاوز 11 % على مستوى المملكة العربية السعودية لذا رأى معالي وزير التعليم الاكتفاء بالنسخة الرقمية من هذه الكتب تخفيفاً من الحقيبة.

الأمر الآخر العمل على تهيئة الميدان للتحول إلى النظام الرقمي، إضافة إلى ذلك قمنا بمراجعة شاملة للكتب المدرسية في محاولة لتعزيز مضامين الرؤية التنموية الكبرى وقد أصبح لهذه التقنية قبولاً مميزاً وكبيراً مجرد ما تم إطلاقها بداية العام الدراسي وبلغ عدد الزوار المستمرين في البوابة مليوناً ومائتي ألف، وإن أكثر الزيارات تتم ما بين الساعة الرابعة والعاشرة مساء ويتضح من ذلك أن الطلاب وجدوا في هذه البوابة ما يقيدهم للتذاكر، وأصبح الطالب يخفف من حاجته إلى المدرس الخصوصي.. ولذلك حرصنا على توفير المحتوى وأن استخدام المعلمون والطلاب لهذه التقنية خارج وقت الدراسة دليل على أنهم يملكون الأجهزة التي توصلهم إلى هذه التقنية لذلك ليست هناك حاجة لتوفير الأجهزة، هناك أمر آخر يتعلق بحقيبة الكتب حيث وجدنا أن وزن الكتب الآن انخفض من ثلاثة كيلوجرامات إلى كيلو وثلاثمائة جرام وهذا دليل على أن العمل الذي قمنا به هو عمل مفيد وستضح الرؤية بشكل كبير في المستقبل القريب.

موهوبونا والعالمية

وعن الموهوبين في المملكة وما نالوه من اهتمام وتطوير وتنمية، جعلتهم يصلوا إلى المشاركات العالمية، قالت الوكيل للتعلم الموازي د. هيا العواد أولاً أتقدم إليكم بالشكر الجزيل على استضافتنا في هذه الجريدة الغراء للمشاركة في هذه الندوة المباركة وإنه من دواعي سرورنا وسعادتنا أن يكون هناك تكامل بين وزارة التعليم وبين الإعلام الذي أصبح عملاً راقياً من أجل الاحتفاء بالجهود الذي وراءها عمل كبير بالرغم من

د. هيا العواد: لدينا مدارس خاصة للموهوبين ونشرك طلبتنا في مسابقات عالمية أحرزوا خلالها مراتب متقدمة بفضل جهود المعلمين و«موهبة»

الاخفاقات التي تقع أحياناً، ومما لا شك فيه أان الموهوبين يحظون بالاهتمام والعمل الجاد في الوزارة في الماضي والحاضر والمستقبل بإذن الله.. وتحديداً ضمن برنامج المملكة ورؤية (2030م) حيث لدينا مدارس خاصة للموهوبين وفصول خاصة بهم وأنه يتم فتح فصل للموهوبين متى ما توفر في المدرسة حوالي 15 طالباً موهوباً اجتازوا مقياس الكشف على الموهوبين حيث يقدم لهم البرامج التراثية والخدمات اللازمة ونعمل كذلك على إشراك طلابنا وطالباتنا في المسابقات العلمية العالمية، والآن تم تعميم اولمبياد إبداع حيث يقام تصفيات بين المدارس وإدارات التعليم على المستوى الوطني وأن الطلاب والطالبات الذين يحرزون المراتب المتقدمة يشاركون في أولمبياد (آيسف) في الولايات المتحدة الأميركية، وفي السنوات الأخيرة استطاع طلابنا يحرزون الميداليات والمراكز المتقدمة، وذلك بفضل جهود المعلمين والمعلمات الذين يقفون خلفهم، إضافة إلى التعاون مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع.

وأضافت مؤكدة أن وزارة التعليم تشارك بالتعاون مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع والمركز الوطني للقياس في تطبيق المشروع الوطني للكشف عن الموهوبين وكل عام يطبق على الصف الثاني والثالث المتوسط ومن يجتاز هذا المقياس يدخل إما في الرعاية الصباحية أو في مراكز الموهوبين أو تبنيهم في برامج مسائية أيام الإجازات الأسبوعية كذلك استيعابهم في معسكرات داخل المملكة أو خارجها.

وقالت العواد: ومن أجل تحقيق رؤية 2030م طرحنا مبادرة للتوسع في فصول الموهوبين، وهذه المبادرة ستخدم الطلاب والطالبات الموهوبين في جميع المدارس لأنها ستتيح لهم البيئة التي سيتعلمون فيها مع أقرانهم في الفصول الأخرى حيث سيكتسبون بعض المهارات التي يفتقدونها خصوصاً مهارات التواصل الاجتماعي مع نظرائهم من غير فئة الموهوبين، ويفتقدونها كذلك إذا تم عزلهم في مدارس خاصة، ونحن الآن في طور دراسة جدوى وجود مدارس وفصول خاصة بالموهوبين واختبار أيهما أنسب للطالب الموهوب لاكتشاف موهبته وتطويرها في المستقبل.

التطور التقني

وبدأت المداخلات حيث سألت الزميلة نوال الجبر: عن ماذا بعد التطور التقني الذي نشهده اليوم هل سيتم إعداد إستراتيجية للتعليم التقليدي وتطويره؟

فأجابها المساعد للشؤون المدرسية بتعليم الرياض الدكتور حمدان العمري قائلاً: إننا نعمل على التطوير التقني في البرامج الإلكترونية وإدخاله

د. حمدان العمري: نعمل في تعليم الرياض على التطوير التقني في البرامج الإلكترونية وإدخالها في البرامج التعليمية

في البرامج التعليمية ويوجد بيننا تفاهم مع وكيل الوزارة للشؤون المدرسية، ونحن نستمد العون في كل هذه البرامج من الوزارة ممثلة في الوكالة للشؤون المدرسية.

وعلق وكيل الوزارة للشؤون المدرسية د. نامي قائلاً: في الحقيقة هناك جهود كبيرة وحثيثة في الوزارة لمعالجة هذا الموضوع بتطوير العملية التعليمية بالاستفادة من التقنية وخير من يتحدث عن ذلك هو الدكتور ناصر من شركة تطوير التعليمية.

فقال د. ناصر: لا شك أن تفعيل المعلمين للتقنية موجود وأن أغلب المعلمين يستخدمون التقنية في العملية التعليمية وأنه بناء على الإحصاءات التي لدينا وجدنا أن تعامل وتفاعل المعلمين مع التقنية في إيصال الرسالة التعليمية كان مفاجئاً بالنسبة لنا من حيث عدد المعلمين ولكن ما يعوق المعلمين في استخدام التقنية هو عدم وجود محتوى مناسب يستطيع أن يستفيد حيث يضيّع وقتاً كبيراً حتى يحصل على المحتوى، فإذا تم توفير هذا المحتوى في قالب معين وبأسلوب سهل الاختيار فسينعكس إيجاباً على الرسالة التعليمية في المدارس والجامعات، وفي الفصل الثاني من العام الماضي أطلقنا خدمة اعداد الدروس إلكترونيا، أي باستطاعة المعلم أن يقوم بإعداد درس كامل إلكترونيا حيث وضعنا حوالي 30 ألف خطة تدريس تغطي جميع الدروس والكتب والآن وصلنا إلى 280خطة من إعداد المعلمين أنفسهم وهذا دليل على ان المعلمين والمعلمات لديهم القدرة والاستعداد لمواكبة التطورات التقنية خصوصاً إذا وجدوا البيئة المناسبة والمكان الذي يستطيعون أن يجمعوا فيه المعلومات.

ومن المؤكد أن التقنية تُعد أداة، وهذه الأداة متى ما احتجنا إليها نستخدمها، ولكن في ذات الوقت لا ننسى أن التعليم الحديث يحتاج إلى استخدام التقنية، وأن التقنية تغطي جانباً ولذلك لا بد من اللمسة البشرية التي تشتمل على الغدوة والتعامل، والتفاعل مع البيئة التي يحتاجها الطلاب والطالبات.

وفي سؤال لمدير التحرير صالح الحماد حول ما يمثله المعلمون حيث إنهم يشكلون بؤرة الاهتمام في الوزارة، ولكن سبق أن عانت الوزارة من موجة استقالات بسبب طلبات التقاعد الكبيرة، وكيف استطاعت أن تسد النقص الذي أحدثته هذه الطلبات في عدد المعلمين؟ وهل ستستمر هذا العام أيضاً مشكلة التنقلات بالنسبة للمعلمين؟

قال د. الجهني: كما ذكر سلفاً إن الوزارة قامت بإجراء غلق وضم عدد من المدارس ونتج عن ذلك توفير الهدر من المعلمين والمعلمات، واستفدنا من هذا الضم من توزيع هؤلاء الكوكبة من المعلمين والمعلمات لسد الاحتياج في بعض المدارس التي تم إحداثها سواء كانت مدارس جديدة أو مداس مستأجرة، وإننا في الوزارة لا نعاني فقط من طلبات التقاعد وإنما نعاني من تسرب بعض المعلمين والمعلمات، والإجازات الاستثنائية، وإجازات الولادة بالنسبة للمعلمات، ونقل خدمات بعض المعلمين والمعلمات.

وأضاف: في الحقيقة إن إدارة التعليم في الرياض فيها مصنع رئيسي لعملية الكوادر البشرية التي يتم استدعاؤها والاحتياج إليها من قبل قطاعات الدولة، وبالتالي فإن التسربات كثيرة في قطاع المعلمين والمعلمات وليست مقتصرة على طلبات التقاعد!! لهذا فإن الوزارة تعمل جاهدة لسد النقص سواء عن طريق النقل الخارجي أو عن طريق التعيين، إضافة إلى الجهود الداخلية التي تشمل ضم وإغلاق العديد من المدارس، وتقليص بعض الفصول نتيجة لنقص عدد الطلاب والطالبات.

مضيفاً: إنه من قدر المملكة العربية السعودية أنها دولة كبيرة بمساحة شاسعة، وأن التوزيع الجغرافي للمناطق المأهولة بالسكان يختلف من منطقة إلى أخرى، ولا شك أن التعليم مطلب أساس لكل مواطن، ونتيجة لهذه المعطيات نسعى في الوزارة بقدر المستطاع إلى سد الاحتياج في جميع مناطق المملكة في القرى والهجر والمدن الكبيرة، ونحاول في ذات الوقت بقدر المستطاع أن نوزع المقدرات البشرية بطريقة تتناسب مع احتياج وجودة المخرج التعليمي الذي يعمل فيه هذا المعلم، كذلك مراعاة المبالغ التي تصرفها الدولة لبناء المدارس وصيانتها.

أما فيما يتعلق بموضوع التنقلات فإن عملية التنقلات تتم كل عام لأن عملية التنقل من منطقة إلى أخرى هي حق مشروع لكل معلم ومعلمة، ومن حقه أن يعمل في المنطقة التي يريد العيش فيها بارتياح، أما من أجل استقرار العملية التعليمية فإن الوزارة لديها إطار عام يضمن التوازن والاستمرارية للعملية التعليمية وبالشكل الصحيح، ولو استجابت الوزارة لجميع الطلبات لوجدنا جميع المدارس النائية خالية من المدرسين، مما يؤدي إلى حرمان المواطن من حقه في التعليم.

الخطط والإستراتيجيات

وتساءلت الزميلة صالحة العتيبي بقولها: في 2030 اين دور ذوي الإعاقات وكبار السن مع تقدير الفارق بينهما، من الخطط والإستراتيجيات التي تحقق هذه الرؤية؟ فأجبتها د. هيا العواد: بناء على إحصاءات الهيئة العامة للإحصاء يوجد داخل المملكة حوالي 208 آلاف من ذوي الإعاقة، وإن وزارة التعليم في عام 2017م أعدت مدارس لتخدم 35 ٪ من أصحاب الإعاقة، ولا شك أن موضوع ذوي الأعاقة يحتاج إلى تجهيزات ومبانٍ ومعلمين متخصصين ويحتاج كذلك إلى كثير من الخدمات المتكاملة حتى يتم فتح برنامج للتربية الخاصة لفئة من الفئات، والآن نجد أن وزارة التعليم لا تتوجه إلى فتح برنامج داخل مدرسة بل نتوجه إلى التعليم الشامل بحيث يستطيع أي طالب لديه أي إعاقة بإمكانه أن يلتحق بأقرب مدرسة إلى منزله ويجب أن يتلقى الخدمات اللازمة وتوفير مساعد معلم وتوفير معلم تربية خاصة، بالإضافة إلى معلمي العلوم والرياضيات الذين يعملون في المدرسة يجب إن يستوعبوا الطلاب المعوقين داخل الفصل العادي..

إضافة إلى ذلك لدينا خطة تتواكب مع رؤية المملكة 2030م نسعى إلى تحقيقها ونعمل في هذا العام 2018م لتحقيق 55 ٪ منها وفي 2019م المقبل إلى 75 ٪ وفي 2020م سنغطي حوالي 95 ٪ من ذوي الإعاقة ونؤكد أن العمل يتم الآن بتطوير الخدمات المساندة وإنشاء مراكز مساندة جديدة في المناطق التي لا توجد فيها المراكز مثل مدينة بكة تم إنشاؤها بالتعاون مع شركة تطوير القابضة تحتوي على مركز خدمات مساندة وعلى مدرسة للتوحد ومتلازمة داون وأيضاً إنشاء إيواء للطلاب والطالبات المبتعثين خارج المملكة من أجل أن يعودوا له.

وسنسعى بكل جد أن نواكب رؤية 2030م من أجل خدمة هذه الفئة التي تجد الاهتمام من قيادات هذا الوطن والأشخاص الذين يعملون من أجل إسعاد ذوي الإعاقة.

وتحدثت عن القياس الخاص بالكشف عن الموهوبين، حيث اشتركت فيه وزارة التعليم مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، وهذا القياس يكشف من هو الموهوب فعادة 5 ٪ هم الطلاب الموهوبين وتقدم خدمات من مؤسسة الملك عبدالعزيز لحوالي 1-2،1 ٪ ممن تم الكشف عنهم وبقية الطلاب يتم التعامل معهم داخل المدارس وفي الفصول ونقدم لهم الخدمات التي ذكرتها قبل قليل حيث تقدم لهم الرعاية الصباحية وبعض البرامج التدريبية ويتم إلحاقهم بالبرامج والأولمبياد التي تستهدفهم وأنه مع التوجه الجديد والتشكيلة الجديدة في إدارات التعليم أصبح الطلاب والطالبات في جهة واحدة، والآن توجهنا قائم على الحرص على استدامة الخدمة التي تقدم ليس للموهبين فقط بل تشمل معهد التربية الخاصة والتعليم المستمر ويتم تقديم البرامج للطلاب الموهبين إلى أن يتخرجوا من الثانوية العامة، ولكن لا ندري ماذا يتم إذا التحقوا بالتعليم الجامعي هل يتلقون الخدمات المناسبة أم لا؟.. ولكن نحن لدينا مشروع من أجل أن تكون خدماتنا ممتدة ونحاول متابعة الطلاب الخريجين من التعليم العام لمعرفة إلى أي مدى وصلوا وهل يتم تقديم الخدمات لهم أم لا؟، كذلك نقوم بمتابعة طلاب التربية الخاصة للتأكد من تلقيهم الخدمات عندما يلتحقون بالتعليم الجامعي وكذلك تظل متابعتنا لهم إذا التحقوا بسوق العمل للتأكد من تقديم الخدمات لهم!! ونرجو أن نحقق ما نصبو إليه.

وتساءلت الزميلة فدوى المهدي عن مدى إشراك الطالب في تقييم القيادات التربوية ومساهمته في عملية التطوير المهني مع القائمين على العملية التعليمية؟

فقالت د. هيا: فيما يتعلق بهذا الموضوع فإن وزارة الخدمة المدنية طرحت العام الماضي إدارة الإداء لجميع مؤسسات الدولة وطلبت من كل مؤسسة ان تتبنى مقياساً وتقوم بتطويره بالشكل الذي يتناسب مع موظفيها ولدينا خطة تم عرضها إلى معالي الوزير ومعالي النائب وصدر توجيههما بأن يكون هناك تقييم لا يعتمد فقط على قائد المدرسة ولا على المشرف التربوي بل لا بد من وجود مصادر تقييم متعددة يبني عليها التقييم ومن ضمنها الطلاب المميزين.

الحد الجنوبي

وعن جهود الوزارة في الحد الجنوبي وما تقدمه هناك من عمل للطلاب وللمدارس؟ قال د. نامي: إن هذه من الأمور أولتها الوزارة عناية خاصة وأنشأت بالتعاون مع جهات أخرى لجنة عليا في الحد الجنوبي خاص بقضايا التعليم في الحد الجنوبي فقط ونسأل الله عز وجل أن يبارك في جهود جنودنا البواسل المرابطين في الحدود وأن يعيد الأمن والاستقرار لأرض اليمن الشقيق، وأضاف: نؤكد أن هناك جهوداً كبيرة تبذل لإبقاء التعليم في الحد الجنوبي دون أن يتأثر الطلبة وإلا يحدث نقص في العملية التعليم حيث تم إنشاء مركز لدعم التعليم الفني في إدارات التعليم في الحد الجنوبي والتعاون بين المناطق وتسخير وتصميم حزم بديلة بدلاً من الإقامة في المدارس حيث اتضح أن هناك خطراً على الطلاب والمعلمين لذلك تم إيجاد حزم وبدائل من ضمنها التوأمة والتعليم المتنقل والانتساب والمعلم الزائر إضافة إلى بدائل إلكترونية والفصول الافتراضية حيث كان لها دور كبير ومميز وتمت هناك كذلك شراكة بين وزارة التعليم وشركة أرامكو حيث تم تدريب حوالي 60 ألف طالب وطالبة في اثراء المعرفة ولتأمين النقل الفردي للطلاب للتأكد من ذهابهم إلى المدارس بمبلغ يزيد على المائة مليون ريال سنوياً.. من هنا يتضح ان هناك عدة أمور قامت بها الوزارة من أجل أن تستمر العملية التعليمية في هذه المنطقة العزيزة على وطننا الغالي.. وذلك بفضل تضافر جميع الجهات أصبح هناك تعليم مستمر لم يتأثر بالظروف الحالية.

وعلق د. ناصر العويشق قائلاً: تعقيباً على ما ذكره الدكتور النامي فإنه مع بداية الأزمة في الحد الجنوبي عملنا عن قرب مع الوزارة وإدارة التعليم في الحد الجنوبي بتوفير البدائل الإلكترونية وقمنا بتصنيف مناطق الحد الجنوبي إلى صنفين: صنف لديه اتصال بالإنترنت بشكل مستمر ولذلك تم تقديم معلمين يشرحون الدروس للطلاب مع وجود معلم في المركز في إدارة التعليم ويتم البث إلى المدارس أو إلى الطلاب في بيوتهم بأن يدخل الطالب إلى بوابة عين ويجد المعلم ضمن جدول محدد ويشرحه المعلم ثم يعطي الواجبات وقد ساعدنا هذا العمل في تقليص الفجوة بين الطلاب.. وخلال ذلك الفترة تم اطلاق 12 قناة تلفزيونية عن طريق قناة عين التابعة لوزارة التعليم وتزويدهم بالمحتوى من قبل ذات العمل ويقوم المعلمون بالتسجيل ثم يتم البث تلفزيونيا إلى المناطق التي ليست فيها تغطية الإنترنت.

ويعود الفضل في هذا بعد الله سبحانه وتعالى إلى قيادة خادم الحرمين الشريفين الذي وفر لنا الدعم المالي الكافي واستطعنا استئجار 12 قناة فضائية بمبالغ كبيرة وفي وقت وجيز تم إعداد الإستديوهات وتسجيل الدروس.

الوزارة والجمهور

وتساءل الزميل راشد السكران عن فكرة خدمة تواصل الإلكترونية التي تهدف من خلالها وزارة التعليم إلى إيصال صوت المستفيد من موظفي الوزارة والجمهور إلى كافة المسؤولين فيها، وما الآلية في عملها وما علاقتها برؤية 2030؟

فقال الأستاذ عبدالعزيز العصيمي، إن فكرة خدمة تواصل جاءت تماشياً مع توجيهات المؤسس رحمه الله وأبنائه البررة في سياسة الباب المفتوح لإيصال صوت كل مستفيد له علاقة بالدولة إلى الشخص المسؤول، ولعلكم تذكرون كلمات الملك عبدالعزيز بعدم منع أي مكتوب يوضع في

أ. عبدالعزيز العصيمي: فكرة خدمة تواصل جاءت تماشياً مع توجيهات المؤسس رحمه الله وأبنائه البررة في سياسة الباب المفتوح لإيصال صوت المستفيد للمسؤول

الصندوق أمام بوابة قصر الحكم، حيث نهج أبناؤه البررة تلك الوسيلة، وبالتالي فإن وزارة التعليم أخذت بهذه الفكرة واستثمرتها من خلال خدمة إلكترونية لإيصال صوت كافة المستفيدين من طلاب وطالبات، ومعلمين ومعلمات وأولياء أمور الطلاب، وكذلك الطلاب والطلبات المبتعثين خارج البلد ممن لهم حاجة لدى وزارة التعليم وعلاقة بالوزارة من مقاول أو متعهد.. إلخ، بإيصال صوته إلى الوزارة عبر قناة إلكترونية حديثة عبارة عن بوابة على شبكة الإنترنت والهواتف الزكية ومراكز اتصال ذي رقم موحد يعمل على مدار 24 ساعة لتلقي البلاغات والملاحظات والشكاوى، والاستفسارات لإيصال صوت المستفيد ويغنيه عن عناء المجيء إلى الوزارة ومراجعة المسؤولين، مع وجود الشفافية والمتابعة، والتصعيد التلقائي عبر نظام معين لكل خدمة وكل آلية، بحيث يتم تصعيد الشكوى حتى تصل إلى طاولة معالي الوزير.

أما علاقة الخدمة برؤية المملكة (2030) فإن في المحور الثالث في رؤية المملكة في وطن طموح والذي يطبق ضمن برنامج (2020) ثلاثة أهداف رئيسة من الأهداف الـ(96) من الرؤية منها تعزيز الشفافية في جميع القطاعات الحكومية، ودعم قنوات الشافية في جميع القطاعات الحكومية، مع ملاحظات عملائها، كل هذه الأهداف الثلاثة تصب جميعها في خدمة التواصل الإلكترونية. وفي سؤال آخر موجه إلى الدكتورة هيا عن المدارس في الخارج وهل يسمح للطلبة غير السعوديين للالتحاق بها؟ فقالت: إن المملكة لديها (18) أكاديمية في جميع أنحاء العالم، وتوجد (11) دولة فيها بعثات ولا توجد فيها الأكاديميات، وفيها معلمون يقدمون خدمات تعليمية في مجالات اللغة العربية لغير الناطقين بها، ويعكسون الوجه الحضاري للمملكة العربية السعودية، ونعتبر أن المدارس والأكاديميات السعودية في الخارج هي واجهة حضارية للمملكة العربية السعودية، وتعكس الصورة الحقيقية للسعودية، وتعد كذلك واجهة ثقافية تعكس الواجهة والتطور الثقافي في بلدنا المملكة العربية السعودية، كذلك تقوم هذه المدارس بتعليم الطلاب السعوديين أبناء الجاليات السعودية المقيمين في الخارج، وأبناء الجاليات العربية والإسلامية الذين يرغبون في الالتحاق بهذه المدارس حيث يتم تقديم التعليم مجاناً، وكل عام يتم حصر الاحتياج فيها ويبعث لها معلمين، ويطرح تعميم في الميدان لمن يرغب في العمل في تلك المدارس وفي منتصف العام الماضي وهذا العام تم طرح مشروع مشاركة المرأة المبتعثة مع زوجها لتكون إحدى المنتسبات لهذه المدارس..

وتساءل الزميل صالح الحماد عن الحوادث التي تقع في المدارس والظروف الخارجة عن إرادة الوزارة وكيف تتم توعية المجتمع بأن مهمة الوزارة ليست تأميناً تغطي كل شيء؟ فأجاد الأستاذ/ مبارك العصيمي: أعتقد أن جزءاً من السؤال من مسؤولية الإعلام، وأن دور الوزارة في مثل هذه

أ. مبارك العصيمي: دورنا الإعلامي في إعلان الحوادث يبدأ بمباشرتها وبث معلومات أولية ثم التقصي للوصول للحقائق وإعلان التفاصيل

الأشياء أن تباشر الحدث وتعطي المعلومة الأولى عن الحدث، وتقوم بإجراءات التقصي بطريقتها الخاصة، حتى تصل إلى الحقيقة وبالتالي نقوم بإعلانها إلى المجتمع، أما فيما يتعلق بمخاطبة المجتمع وإبراز الأسباب الحقيقية لهذا الحدث سواء كان الضحية الطالب أو المعلم فإن هذه الأحداث تحدث بشكل طبيعي وبدهي، وليس خلفها شيء منظم، ويجب على المجتمع أن يتقبلها وأنها هي عبارة عن أحداث طبيعية تحدث في جميع المدارس، وكثيراً ما تتم معالجتها في إطار إدارة التعليم، ومن ثم تقوم بإعلان التفاصيل..

أما إذا كان الحدث له امتداد أمني فالوزارة تكتفي بالإيضاح الأول، ومن ثم تقوم الجهات الأمنية بمباشرة الحدث ومعالجته، وهذه من الأمور التي تبرز فيها الشراكة بين الوزارة، والإعلام من أجل أن تتناول القضايا بشيء من التوازن والواقعية دون أن نستعجل في الحكم حتى لا يخرج الحدث من إطاره.

كما تساءل الزميل الحماد عن قضية أخرى مهمة خاصة بالمقاصف المدرسية وماذا عملت الوزارة والإدارات المدرسية تجاه هذه القضية؟

فأجاب د. نامي: إن ما يتعلق بقضية المقاصف المدرسية تحتاج أن نعترف أن تركيبتنا كمجتمع فيها خلل، والخلل ناتج من طريقتنا في تعاملنا مع أبنائنا وطريقة تعاملنا مع موضوع الأكل غير الصحيح، وكلنا نعلم أن الطفل في البيت يشرب المشروبات الغازية، ويأكل الشوكلاتة، ولا يتناول الطعام الصحي، وفي ذات الوقت نريده يأتي إلى المدرسة ويجد وزارة التعليم قد هيأت له كل شيء وتحديداً الطعام الصحي، وأعتقد أننا لو قمنا بتوفير الطعام الصحي والمناسب والمقنع للطلبة فلن ينجح المشروع إطلاقاً.

أوجدنا بدائل عديدة للتعليم في الحد الجنوبي

د. ناصر العويشق: إن قضية التقنية يجب أن نضعها في إطارها الصحيح، فلا يجوز أن تكون التقنية معوقاً لعمل المعلم الجاد والمتحمس وصاحب الأطروحات، والمتفائل المحب لعمله، فهذه هي الصفات والمميزات التي من المفترض أن تكون في المعلمين والمعلمات لأنها أساس وركيزة قبل التعليم الإلكتروني.

فمثلاً لو وجدنا معلماً في جميع هذه الصفات ولكن تفعيله وتعامله مع التقنية محدود، فمن المؤكد أن تأثيره على الطلبة ونجاحهم وتوصيل المعلومة والرسالة التعليمية بشكل عام أفضل من ذلك المعلم الذي يمتلك ناحية التقنية بشكل كبير. وبما أننا نتحدث عن أهمية التقنية فأذكر أننا عملنا مع الوزارة وإدارات التعليم إننا استفدنا منها في تقليص الفجوة في التعليم خصوصاً في الحد الجنوبي، حيث ساعد وجود التقنية على إيجاد بدائل كثيرة في التعليم هناك، مثل التوءمة وغيرها والتي عملت على تقليل الفجوة ابتداء من السنة الأولى وحتى الآن، فنجد أن نتائج الطلاب في المرحلة الثانوية في مناطق الحد الجنوبي في اختبار قياس ومقارنة بطلاب المدارس الأخرى لم يتغير كثيراً، وهذا يدل على أن العمل الذي قمنا به ساعد في تقليص الفجوة، ويعود الفضل في هذا بعد الله سبحانه وتعالى إلى قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، في توفير الدعم المالي الكافي واستطعنا استئجار 12 قناة فضائية بمبالغ كبيرة وفي وقت وجيز، وتم إعداد الاستديوهات وتسجيل الدروس.

في 2020 نهدف للوصول إلى كل قائد مدرسة

عبدالعزيز العصيمي: في خدمة «تواصل» الإلكتروني نستثمر الملاحظات والشكاوى في قياس أداء الأجهزة الحكومية مما يحقق هدف برنامج التوازن المالي الذي يعد من أهم أهداف (2030) وهذه الأهداف والمبادرات ستنعكس على تحقيق هدفين رئيسيين في المحور الثاني من رؤية المملكة (2030) الخاص بالاقتصاد المزدهر في تحقيق الهدف الخاص بتحسين مخرجات التعليم وتحسين ترتيب المؤسسات التعليمية ضمن أفضل المؤسسات العلمية الدولية والعالمية.

وبجهود الزملاء في خدمة تواصل، جعلتنا نمتد إلى كافة إدارات التعليم بالشراكة مع كافة الجامعات والملحقيات الثقافية بعدد يتجاوز (1500) منسق ومنسقة، يتلقون الملاحظات يعملون على إفادة المستفيدين خلال فترة وجيزة لا تتجاوز الساعتين بالنسبة للبلاغات، و(10) أيام للشكاوى و(5) أيام للاستفسارات مع منح المستفيد حق الاعتراض، وحق الإفادة المقدمة له لمدة (14) يوماً، ويمكنه أن يعترض خلال هذه المدة ويتجه إلى مستوى تصعيدي حتى يصل في نهاية المطاف إلى طاولة معالي الوزير لينظر فيها.

وللعلم فنحن نعكس الهرم بالنسبة للمستفيدين حيث نرى أن كل مستفيد إذا أراد شيئاً ذهب مباشرة إلى معالي الوزير، لذا نريد أن نرسل رسالة إلى كل مستفيد وهو في منزله في قريته أننا من خلال «تواصل» نوصل صوته لوزير التعليم الذي هو معني بإجابته.

ونهدف أن نصل في (2020) إلى كل قائد مدرسة، وهدفنا أي طفل في أي مدرسة يعاني من أي تنمر أو مضايقة أو تحرش، ومن عدم توفر وسائل السلامة، وعدم تلقي المادة الدراسية بشكل جيد، ووجود دورات مياه متسخة، وعدم وجود ملاعب يمكنه أن يوصل صوته على الرقم المجاني 19996، وبإمكان أحد الطلاب المتمكنين استخدام الأبليكشن، أو البوابة.

المشاركون في الندوة

أ. مبارك العصيمي المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم
أ. عبدالعزيز العصيمي المشرف على مركز رعاية المستفيدين وخدمة تواصل بوزارة التعليم
د. حمدان العمري مساعد المدير العام لتعليم الرياض للشؤون المدرسية
د. نامي الجهني، وكيل وزارة التعليم للشؤون المدرسية
د. هيا العواد وكيل وزارة التعليم للتعليم الموازي
د. ناصر حمد العويشق المدير التنفيذي لقطاع تطوير المحتوى والحلول الإلكترونية - شركة تطوير للخدمات التعليمية

حــضـــور «الرياض»

صالح الحماد
راشد السكران
صالح الحميدي
ناصر العماش
نوال الجبر
صالحة العتيبي
فدوى المهدي


from جريدة الرياض >https://ift.tt/2NKYb78
via IFTTT

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هاشم النعمي.. المؤرخ والقاضي والأديب

بعد اقتحامها الكونجرس.."FBI" يحقق في نية امرأة بيع كمبيوتر بيلوسي لروسيا

محمد بن لادن.. مقاول توسعة الحرمين