زمـن الطـيّبيـن.. الطفرة أفقدتنا البساطة وغيّرت النفوس!
في كل مجلس في زمننا الحاضر وعند التطرق إلى الحديث عن جيل مضى نجد أن الكل وخصوصاً من عايش نهايات تلك الفترة من الزمن يتحسر على ما فات من تلك الأيام الجميلة، بل ويحدوه الحنين إلى ذلك، مما يجعلنا نتساءل وبشدة ما الذي تغير..؟ سؤال عندما تطرحه على الكثيرين تجد الإجابة متشعبة، فمنهم من يحن إلى جيل البساطة الذي تميزه حلاوة اللقاء الممزوجة بصفاء القلوب بل والمحبة والعطاء، جيلٌ يسأل الجار عن جاره ويتفقد الأخ أخاه، جيلٌ لم تغيره سنين الطفرة المتتالية بما حملته من تباعد في النفوس بعد أن بات الهم هو جمع (الفلوس) وتقديم محبة النفس والأنانية على أقرب قريب أو صديق.. حتى لم يعد الحياة لها طعم بعد الابتعاد عن البساطة وعفوية المشاعر والانصراف إلى المباهاة وتخليد حب الذات، فقدنا طعم الاجتماع مع الأهل، فقد كانت الجارة تدخل على جارتها وهي تطبخ والأخ يدخل على أخته وهم يتناولون الغداء أو العشاء ويشاركهم دون تكلف أو تبرم، وكذلك العم أو الخال يدخل على بيت أخيه أو أخته في وقت الضحى أو بعد العصر ليشاركهم شرب القهوة والشاي بلا موعد محدد، فقدنا نغمة جرس البيت التي تملأ أرجاءه معلنة قدوم ضيف دون موعد سابق من قريب